Thursday, March 27, 2014

! " في " ما كاننا


أنا لا أعيش في القفص .. لكني - اثرانتكاساتٍ كهذه - أفكر أحيانا هناك .. .. لأني أفسر الحاضر بالماضي .. ثم أعود أدرك أن الماضي هو ماجعلني ما أنا عليه .. رغم كل الجراح المفتوحة .. الشئ الذي أنا هو يعجبني .. وكل ما كان هو ما صنع هذا الشئ .. السؤال الذي ينطرح ربما ليس : "ألم يكن من الأفضل ألا يكون ما كان؟ " لكن السؤال هو : هل أحب نفسي أم لا ؟ عندما أجدني أحبني رغم كل ما حدث أجد هذا ال" ما كان" تافها وعديما وسقيما جدا .. أجد سؤال اللحظة الراهنة يفتح الباب أمامي لأكون موجودا من جديد .. ولأن أحبني من جديد ..أتعجب أحيانا مما تقولين .. ليس لأني لا أقدرمدي الآلام التي تعتصر الغارقين في أسباب تعاساتهم .. لكن لأني أستعجب كيف يمكن أن يستغرق شخص ما في قفصه كل هذا الوقت دون أن يخطر بباله وجود المخرج الجديد.. أريد أن أسألك أحيانا لم لا تكوني شجاعة كفاية لتسألي السؤال المناسب ؟؟ أريد أن أسألك أهو الماضي حقا ؟ أريد أن أسألك :هل تحبينك ؟؟ .. أريد ربما أن أشاركك شيئا أتلمس طريقي اليه كالأعمي يسترشد ببصيرته في الظلام  .. ولربما أريد أن أصدق أني أطرح السؤال السليم .. غير أني في قطارعودتي بالأمس وأنا أري ظلال الأشجار المبهمة في الحقول الداكنة ترحل مع الطريق كنت أعاني .. أتجرع ألم الجرح الأخيرولا يمكنني التوقف عن التفكير في كل ذاك الماضي .. فكرت أني فقط أدعي أني حلقت بعيدا عن القفص لكن طول الوقت هناك خيط ما خفي يجذبني اليه بقوة من حين الي آخر .. وهذا الخيط الخفي - ورغم كل محاولاتي مداراته -لا يتوقف عن صنع هذه الانتكاسات والاجترارت المكررة .. فكرت كم هي حياتنا موحشة وداكنة وراحلة .. كم هي مبهمة ومؤسية ووحيدة مثل هذه الأشجار .. من العابر الي رفيقه في قلب هذه العتمة والظلمة البعيدة ؟؟ .. تحتم علي الحياة التي  اخترتها أن أسمع هؤلاء الذين يعيشون في " ماكانهم " ويتلذذون بتعذيب أنفسهم فيه .. لأجدني أجد نفسي مجددا فيهم .. انهم لايعيشون في"ماكان" كما يدعون  لكنهم يريدون أن يوبخوا دائما "الآن" .. انهم هاربون دائما من يومهم وحالهم ومدعون .. الماضي ليس السؤال  .. فهل سأرضي عن نفسي أم لا ؟؟ .. هل أجد بها أسباب الوجود الحقيقي أم لا ؟؟ هل يمكنني مساعدتها أم لا ؟!! .. لا أقول أبدا للذين يفتشون في دفاترهم القديمة دائما مزقوا هذه الدفاتر أو توقفوا عن التفتيش .. لكني أدعهم ينبشون وينبشون .. وأشاركهم التفتيش والتنقيب حتي نصل الي الصفحة الأخيرة ..  ثم أهديهم دفترا جديدا خاليا وأناولهم أقلاما .. وأسألهم : هل تحبون الكتابة ؟؟