Friday, January 23, 2015

بيانولا الفقد




بـيانولا و ألابـنضـه و حــركـات

أطلعى بقى يا نصاص يا فرنكات

أنا عازمك يا حبيبــى لما ألاقيك

على فسحة فى جميــع الطرقات

  نتنطط نتعفرت نترقص كده

 ! كدهه ! كدهه ! كدهه

! كدا كدا كدا كدهه

يقفز ضاحكا في مرح وهو يدندنها .. تفس الشخص الذي قال لي قبلها بأيام : " عارف .. الفقد دا أسوأ تجربة ممكن الواحد يمر بيها .. مش فقد انسان بس لكن فقد شئ اي شئ انت متعلق بيه .. مكان .. ظروف .. أشياء .. أي حاجة ترتبط بيها ويمثل ارتباطك دا شئ ليك ويبقي جزء من حياتك وكيانك ومتعلق وجودك بيه .. أي فقد ! " .. قال هذا بعد أن حكي قصة حبه التي انتهت للتو وتكلم قليلا عن تعافيه من آثار الصدمة .. قصة أخري عن علاقة تستمر شهور أو سنوات يعطي فيها طرفا أقل مما يأخذ بكثير .. لكنه لا يكترث لذلك في ظل انغماسه في نشوة اللحظات الرائعة .. بينما الطرف الآخر غير مهتم أبدا .. حتي تصل نقطة يعرف فيها الشخص المعطاء أن شيئا ما ليس علي ما يرام .. وأنه بحاجة للمساندة قبل أن يقع .. ليجد الطرف الآخذ ساعتها غير موجود بل هو ينتظره ليعطيه ويسانده هو كما تعود دائما.. قلت له : " انت كنت عامل زي الاب يعني وهي بتعتمد عليك .. لو كانت هي غير ناضجة زي ما بتقول .. ليه انت حبيت الدور .. ليه كنت محتاج تعيش الدور ده؟! " .. يومئ برأسه .." معاك حق " .. الفصل الجديد يأتي وهو يخرج من اكتئابه الذي يدخله آخرون .. قالت ونبرات الألم ماتت في صوتها فبات خلو العبارة منه في حد ذاته مؤلما : " ازاي تفرح أصلا وانت مش قادر تغير دا كله ؟ " .. قال صديقي - وصديقها - الذي كان نادرا ما يتوقف عن الابتسام : " وليه أغير .. ليه ما اعيشي يومي وانا فرحان بيه وخلاص " ظهر الألم في صوتها هذه المرة : " ازاي تفرح وكل المآسي بتحصل حواليك في العالم .. ازاي تكون فرحان وسط دا كله ازاي ؟! " .. كنا نجلس علي مقهي آخر أكثر حيوية في الأسابيع التالية عندما جاءت ولوحت لنا .. تركني وابتعد حتي لاقاها .. نظرت من بعيد .. كانت تدفن رأسها في صدره في قلب الشارع وتجهش بالبكاء .. عرفت منه بعدها عن مرضها بالاكتئاب والعقاقير التي تتعاطاها من سنوات .. وكيف ماتت والدتها وعندها نفس المرض .. مرت أسابيع أخري بعد هذا اللقاء .. هذه المرة كان قد أحضر لها هدية خاصة .. كنا سنلاقيها مع أصدقاء آخرين في مصر الجديدة لا في وسط البلد .. سألته عن المناسبة قال أن لا مناسبة .. " أنا لما باحب أعبر لواحد عن حاجة باعبر وخلاص .. عمري ما جبت هدية في مناسبة " .. نظرت له شزرا وأنا أفكر .. تذكرت الفتاة التي كانت نائمة بجواري في القطار من أيام قليلة .. كيف فكرت في شئ أقوله طول الطريق .. لكنها كانت نائمة .. الحقيقة أني ربما لم أكن لأفكر في شئ لو أم أرها نائمة بهذه الوداعة الرائعة .. تسائلت كثيرا عن مبرراتي وعن غرابة ما قد أفعله وربما سخافته .. محطة الوصول تقترب وأنا أفكر.. نظرت الي سوستة حقيبتها نصف المغلقة .. انتهيت الي حل متوسط .. أخرجت قلما ونوتة .. دونت بعض الكلمات في النوتة .. قلت وأنا أناوله النوتة ليدون طلبات طعام المجموعة ونحن علي المقهي الصاخب في قلب الحي الراقي  " أنا دايما باتحرك بنوتة وقلم دايما بادون " .. تذكرت التدوين ونحن نسير في الميدان القديم .. غصة مؤلمة في حلقي وأنا أتذكر حرصي علي توثيق كل لحظة وتصوير كل حدث .. كأني أدركت أن كل هذا سيطويه النسيان فلابد من تذكره .. الآن أريد أن أنزع قبضة الألم التي تعتصرقلبي لأني لا أستطيع النسيان !! بعض الجنود يستريحون في هذا الوقت المتأخر في قلب الكعكة متوسطة الميدان .. بدا من الاشارات التي يحملونها أنهم كانوا ينظمون المرور حول مداخل الميدان .. بدوا في منتهي البساطة والتفاهة التعب ! .. نظرت الي الحوائط المطلية في العمائر القديمة .. قال صديقي - الأول صاحب قصة الفقد - : "عارفين انهم دهنوا كل العمارات دي وفي الشوارع الجانبية بالكامل ".. نظرت الي محل كنتاكي والي بعض الكلمات الباقية علي الحائط بجواره لم تمحي بعد .. تابع صديقي : " انتوا عارفين لما توصلوا لان مفيش حاجة مهمة ولا تسوي .. مفيش حاجة قبل كه ولا بعد كده .. انكم عايشين منتهي النشوة وقمة الشجن وحتي الموت مش مهم .. عارفين الاحساس ده .. لما تفقدوا الاحساس ده دا شئ مؤلم جدا ".. اففففففففف .. فقد تاني !! المحطة تقترب وأنا علي وشك القاء الورقة في الحقيبة نصف المفتوحة .. يرن جرس التليفون .. افف .. اتصال انتظرته طول الطريق .. ترددت في الرد .. المحطة تقترب .. انتظرت الاتصال طول الوقت الا الآن .. رفعت التليفون .. مسألة تتعلق بالعمل .. توصلت للحل غير أن الوقت المناسب يضيع .. مثل كل اللحظات التي ضاعت ولم تعد .. موقع ياهو يسقط أحد أكبر منتدياته .. آلاف المشتركين وآلاف الكلمات والحوارات والبيانات .. آلاف الذكريات تسقط في لحظات خاطفة لأن التكلفة أكبر من حصيلة الشركات الكبري .. مناشدات الآلاف للشركة الكبري لتحفظ سجل المدونات تذهب سدي .. ضربات القوي الحاكمة تمحو في لحظة تاريخك الذي تبذل نفسك تصنعه .. ما الذي يجب أن تعلق نفسك به ؟ .. ما الذي يضمن لك ألا تسقط فجأة لو تمسكت بأي شئ ؟ ما الذي يدفعك لتنهي قصتك في ليلة نوفمبرية كالحة ؟ شابة جميلة يافعة .. قالوا شيئا عن كفاحها ومواجهتها مع أعدائها وأصدقائها الذين تخلوا عنها علي السواء .. قالوا شيئا عن العالم الذي لم تعد تتحمله .. قالوا شيئا عن جمال بسمها وطيبة قلبها الذي لم يتحمل .. ما الذي لا يمكنك تحمله ؟ أن لا تغير مسار العالم ؟ أو أن لا تحكي قصتك ؟ ان حكي قصتك لا يستلزم الكثير .. أول مرة أدخل المدرسة العريقة في مدينة البحر المذهلة.. شباب وشابات كالزهرات يضيئون ساحة الجزويت بحكاياتهم عن ما حصل معهم وحصل للدنيا في وجودهم .. يأخذون أنفاسهم العميقة ويفتحون لمشاهديهم منفذا ليزفروا بعمق معهم ويرقصون .. يرقصون لأن العالم غبي رغم كل الجبروت العاصف به .. أغبي من أن يفهم رقصاتهم أو يقاومها .. لن يغيروا العالم .. ولن يمنعهم العالم أيضا عن الرقص .. لن يغير قدرتهم علي الحكي والغناء .. المعركة ليست بالسهولة أبدا لكنها متكافئة .. قصر نظرتك أو ضعف استسلامك الذي يدفعك لتنهي حياتك  قبل أن تروي روايتك وأنت ترقص علي أطراف البحر في مواجهة رياح ديسمبر العاصفة ؟!!  .. عندما وصلنا الي الصخور جلسنا .. ربما لم يكونا مهتمين كثيرا بتفاصيل قصتي لكني اهتممت بأن أرويها لهم .. لم يعد يعنيني الاحتفاظ بالاسرار لتموت في الظلام بلا لحن تعزفه أخير .. أحببت أن أخبرهم أني لست مخيفا كما يتخيلون وأخبرتهم .. لا تبحث عن حل بل اعزف مقطوعتك وارحل في هدوء.. لم يخبروني بحل ولم أنتظر منهم تعاطفا ..كنا فقط نحكي الحكايات ونضحك والبرد الذي يعانق البحر لا يقدر علي أن ينالنا أو يثنينا عن متعة لحظتنا الراكدة .. عندما وصلنا مصر الجديدة نتكلم ونحن نخترق الشوارع عن روعة المكان والمباني .. قلت له أنه لم يشاهد سوي القليل من طابع المكان الخاص .. عندما جلسنا علي المقهي الصاخب تعجبت وسألته عن الفارق بين مقهي في وسط البلد ومقهي في مصر الجديدة .. أخبرته أني توقعت أن نجلس في ركن هادئ تنطلق منه موسيقي هادئة تعكس روح المنطقة .. كلمني عن الرائحة التي يحملها المكان .. عن مذاق الجلسة الخاص .. الحياة التي يبثها ويرويها المكان .. روح الزحام الخاصة التي تميز البشر رغم تشابه الزحامات ! .. " المسافرين المهمومين في مقاهي رمسيس غير المشحونين بانفعالاتهم في وسط البلد غير الهادئين في المعادي غير المرحين في مصر الجديدة " .. قال أنت ترهق نفسك بالتساؤل والبحث عن شئ .. " توقف عن التساؤل والبحث .. تأمل الوجوه واستنشق عبير المكان .. تمسك باللحظة فقط وعش ما تحبه فيها ببساطة " .. أتمسك باللحظة وأعش ما أحبه ؟!! .. المحطة اقتربت .. لا بل الرصيف .. دخلنا حدود المحطة بالفعل وأنا أستغرق في مكالمة لعينة عن العمل الذي لا يتوقف .. الورقة لا تزال في يدي .. و تحين نظرة مني الي النافذة .. أراها علي انعكاسها قد استيقظت .. يا ربي .. تعتدل وتعدل وضعها .. أشرع في انهاء المكالمة .. وصل الرصيف تقريبا .... تعتدل قائمة .. أفهم أنها تريد العبور .. أنهيت المكالمة وتوقفت .. أفسحت الطريق .. لكنها انتظرت توقف القطار .. فكرت للحظات كأنها دهر .. ثم وقفت أنا أيضا ... فكرت لحظات أخري ولم أفعل شيئا .. تحركت أمامها للنزول .. الورقة لا تزال بيدي .. توقف القطار .. نزلت وتوقفت لثوان دون أن ألتفت خلفي .. كان المطر ينهمر وكان الخارجون يركضون هاربين .. كان علي أن أعبر الي الرصيف الآخر لانتظار القطار الآخر .. وكانت محطتها الأخيرة .. لماذا لم أفعل شئيا .. فكرت لدقيقة .. ونظرت للورقة بيدي .. توقفت كثيرا رغم أن الجميع كانوا يركضون حولي .. الولد الذي كان يركض في محطة المترو هاربا من أخته كان يعود الي أبيه ليفلت منها فيستقبله هو أيضا بالركلات  والأحضان ويغرق الثلاثة في نوبة ضحك هستيرية .. راقبت طفلة وحيدة هادئة مع أبيها تنظر الي الثلاثة مستمتعة .. تريد أن تشارك ولا تفعل .. قلت لصديقي : " الاطفال دول أجمل حاجة في العالم  ".. أشرت للطفلة التي تكلم أبيها وتسأله عن الآخرين " هم هيروحوا ولا هيفضلوا يلعبوا هنا لحد ما ننزل ؟ " ضحكت من قلبي " شايف الجمال سامع بتقول ايه " .. ضحك صديقي وهو يقول : " طب ما تتجوزبقي يا ابني وتجيب عيلين وتنبسط " .. ضحكت .. قلت له : " اتجوز عشان اجيب عيلين .. هم حلوين دلوقت بس .. وقت قليل وينضموا لطابور طويل من الكائنات البغيضة ويسألوا آبائهم ليه جابوهم العالم ده !! "  .. يواصل الطفلين الركض خلف بعضهما مع والدهما الضاحك حتي علي سلالم المحطة .. كنت أركض كالمجنون بحقيبتي الثقيلة خارجا من محطة القطار .. المطر ينهمر بجنون كما لم ينهمر من قبل .. الشارع متخم بالسيارات المسرعة .. نظرت حولي متوغلا في الظلام مسترشدا بالاضاءات الوامضة للمصابيح المتباعدة .. ركضت مرة أخري عابرا الطريق .. لمحتها أخيرا علي بعد .. حاولت الاشارة حاولت الصراخ .. كانت تتحرك بسرعة تحت المطر باتجاه بعض السيارات الواقفة .. توقفت متجنبا سيارة مسرعة .. انتظرت عبور أخري ثم واصلت الركض لاهثا .. وصلت المكان .. نظرت حولي .. نظرت للسيارات .. لم أجد لها أثرا .. توقفت لحظة .. بركان يتصاعد بداخلي رغم البرد والمطر المنهمر .. سعير يكفي لحرق المدينة بأسرها .. أقبض علي حقيبتي بيد .. وعلي الورقة بيدي الأخري .. أتمتم بكلمات غاضبة .. لا أعرف ما الذي ألعنه تحديدا .. أركل حجرا بكل قوة .. ألتفت عائدا أدراجي الي المحطة متخبطا لا أري .. استقبل صديقي صديقته استقبالا حافلا .. كانت قد عادت من عزاء والد احدي صديقاتها ولكنها كانت سعيدة .. تذكرت حالة الاكتئاب التي كانت عليها من أسابيع .. كيف كانت مؤهلة لترحل مع الراحلين في نوفمبر .. لكننا وصلنا يناير وهي الآن سعيدة ومتحمسة رغم عودتها من مناسبة حضرها الموت شخصيا .. يا ربي .. موسم جديد يبدأ من الفرح .. لا بأس .. جولة رابحة ضد الموت وجولة جديدة حماسية تبدأ .. رائع  .. سلمت عليها بسعادة حقيقية .. نظَرَت الي الهدية ثم الي صديقي في سعادة شَكَرَتْه حقا لا مجاملة " تعيش وتجيب ".. قال صديقي شيئا عن الصداقة والسعادة .. وقال شيئا عن اعجابه بالمقهي المزدحم .. يحب مثل هذه الأماكن المزدحمة .. تناولنا العشاء مع باقي الأصدقاء وغرقنا في الضحك والكلام .. حانت مني نظرة الي صديقي في نشوته " استنشق عبير المكان وتمسك فقط باللحظة  .. وعش ما تحبه فيها ببساطة " تذكرت أني وقفت وحدي علي الرصيف ذلك اليوم .. كان المطر قد توقف أخيرا .. أمسكت الورقة التي تبللت أجزاء منها .. مزقتها قطع صغيرة وأطلقتها .. كان نفير قطاري القادم قد علا .. وكان بركان صدري يهبط مترجعا .. وتوقف القطار أخيرا .. وبدأت رحلة جديدة .. بلا حلول .. بلا أوراق 

Thursday, March 27, 2014

! " في " ما كاننا


أنا لا أعيش في القفص .. لكني - اثرانتكاساتٍ كهذه - أفكر أحيانا هناك .. .. لأني أفسر الحاضر بالماضي .. ثم أعود أدرك أن الماضي هو ماجعلني ما أنا عليه .. رغم كل الجراح المفتوحة .. الشئ الذي أنا هو يعجبني .. وكل ما كان هو ما صنع هذا الشئ .. السؤال الذي ينطرح ربما ليس : "ألم يكن من الأفضل ألا يكون ما كان؟ " لكن السؤال هو : هل أحب نفسي أم لا ؟ عندما أجدني أحبني رغم كل ما حدث أجد هذا ال" ما كان" تافها وعديما وسقيما جدا .. أجد سؤال اللحظة الراهنة يفتح الباب أمامي لأكون موجودا من جديد .. ولأن أحبني من جديد ..أتعجب أحيانا مما تقولين .. ليس لأني لا أقدرمدي الآلام التي تعتصر الغارقين في أسباب تعاساتهم .. لكن لأني أستعجب كيف يمكن أن يستغرق شخص ما في قفصه كل هذا الوقت دون أن يخطر بباله وجود المخرج الجديد.. أريد أن أسألك أحيانا لم لا تكوني شجاعة كفاية لتسألي السؤال المناسب ؟؟ أريد أن أسألك أهو الماضي حقا ؟ أريد أن أسألك :هل تحبينك ؟؟ .. أريد ربما أن أشاركك شيئا أتلمس طريقي اليه كالأعمي يسترشد ببصيرته في الظلام  .. ولربما أريد أن أصدق أني أطرح السؤال السليم .. غير أني في قطارعودتي بالأمس وأنا أري ظلال الأشجار المبهمة في الحقول الداكنة ترحل مع الطريق كنت أعاني .. أتجرع ألم الجرح الأخيرولا يمكنني التوقف عن التفكير في كل ذاك الماضي .. فكرت أني فقط أدعي أني حلقت بعيدا عن القفص لكن طول الوقت هناك خيط ما خفي يجذبني اليه بقوة من حين الي آخر .. وهذا الخيط الخفي - ورغم كل محاولاتي مداراته -لا يتوقف عن صنع هذه الانتكاسات والاجترارت المكررة .. فكرت كم هي حياتنا موحشة وداكنة وراحلة .. كم هي مبهمة ومؤسية ووحيدة مثل هذه الأشجار .. من العابر الي رفيقه في قلب هذه العتمة والظلمة البعيدة ؟؟ .. تحتم علي الحياة التي  اخترتها أن أسمع هؤلاء الذين يعيشون في " ماكانهم " ويتلذذون بتعذيب أنفسهم فيه .. لأجدني أجد نفسي مجددا فيهم .. انهم لايعيشون في"ماكان" كما يدعون  لكنهم يريدون أن يوبخوا دائما "الآن" .. انهم هاربون دائما من يومهم وحالهم ومدعون .. الماضي ليس السؤال  .. فهل سأرضي عن نفسي أم لا ؟؟ .. هل أجد بها أسباب الوجود الحقيقي أم لا ؟؟ هل يمكنني مساعدتها أم لا ؟!! .. لا أقول أبدا للذين يفتشون في دفاترهم القديمة دائما مزقوا هذه الدفاتر أو توقفوا عن التفتيش .. لكني أدعهم ينبشون وينبشون .. وأشاركهم التفتيش والتنقيب حتي نصل الي الصفحة الأخيرة ..  ثم أهديهم دفترا جديدا خاليا وأناولهم أقلاما .. وأسألهم : هل تحبون الكتابة ؟؟  

Thursday, August 16, 2012

!! الرفات يعود


يلفت انتباهك شئ ما فتتعلق به فجأة دون أن تلمس سببا محددا لكنك تعتقد في أعماقك أن الجواب قادم لا ريب .. كان مشهدا في مسلسل تركي مررت به مصادفة .. ربة بيت تعتقد أن زوجها ملها وأنه لا يحترمها كزميلاته العاملات وأنه لم يعد يحبها بعد أن أحب احداهن .. ارتدت قميصا يليق بفتاة صغيرة .. حلت شعرهاكمراهقة.. عملت في البيت بمرح و هي ترقص علي أنغام الموسيقي .. استعدت جيدا بالورود لحبيبها القادم .. هرولت لاستقباله اذ سمعت صوت الباب.. فوجئت بصديقه معه .. اعتذر صديقه وانسحب ..هو أنبها علي منظرها المراهق و علي اندفاعها الأخرق .. قالت أنها تفعل هذا من أجله،صارحته بمخاوفها وأفكارها عن حبه غيرها وتركها، أنبها علي شكوكها الحمقاء وغادر..عادت الزوجة الحزينة الي سيرتها الأولي ..الي عملها الدؤوب في رعاية أطفالها وتهذيب بيتها .. بعد أيام عاد الزوج من عمله دخل حجرة النوم و انهمك يعمل بها.. أعدت مائدة الطعام ونادت عليه .. أخذها من يدها الي الحجرة ليريها كيف غطي السرير بالورود التي تحبها .. فرحت كأنها طفلة وهي تلتقطها وتحتضنها.. أخبرها أنه لم ولن يحب غيرها .. جمال المشهد جعلني أفكرفي متابعة القصة .. لكن الأعباء لم تتح لي هذه الرفاهية فلم يصدف أن شاهدت المسلسل الا بعدها بأسبوعين .. وجدت الزوجة تقدم نفسها في مقابلة للعمل بشركة .. لم تكن عملت من قبل وكانت تناضل لاقناع المديرة بأنها بشهادتها ومهارتها الاجتماعية ستتغلب علي هذا..لم يبد أدني قدر من الاقتناع علي المديرة التي صارحتها بأنها لا تعرف ما قد تقدمه سيدة في أواخر الثلاثينات خبرتها الوحيدة في تربية الأطفال للعمل .. لم تستسلم وألحت عليها لتعطيها الفرصة ولتفكر بشأنها .. لم يصادفني المسلسل مرة اخري ولم أبحث عنه..أصرت اذن علي تحويل مسار حياتها.. كان مشهد الهدية يراودني .. لم يرضيها الحب .. هل هو يأس أو ملل أو هروب من مصير دفعها له اختيار خاطئ ؟؟ .. 
 كان العجوز الي جواري يرتدي حلة كلاسيكية و يحمل حقيبة جلدية ..قدمت له العصير .. تمنع و شكر لي مجاملتي وقاوم اصراري قبل أن يستسلم .. أخبرته أن لا مجاملة .. أريته العلبة الثانية وأخبرته أني دائما "أعمل حسابي" .. كنت أعنيها ..فليس منطقيا أن تشرب وحدك عصيرا في سفر مرهق لا يخلو من رفقة .. قدم الي سندويتشا و طلب مشاركتي بالمثل .. قال: "حاجة بسيطة كده اليومين دول صيام بقي" (كنا في منتصف ابريل) .. كلمني عن عمله كخبير ومراجع ضريبي .. كان عائدا للاسكندرية حيث مسكنه و مكتبه بعد أن أنهي عملا بالقاهرة تمثل في تقديم رأيه كاستشاري متخصص بمجاله في قضية بمحكمة النقض .. حدثني عن فترة تجنيده حيث قضي زهرة شبابه في الجيش ست سنوات من 70 - 77 من سن 21 حتي 28سنة .. الآن يود أن يتقاعد أخيرا .. سيسافر مع زوجته ليقضيا الوقت بالتبادل عند ابنيهما .. تكلم بفخر عن ابنه الذي تزوج و استقر في أمريكاوابنته التي تزوجت و رحلت الي فرنسا .. سألته بتعجب عنهما ومدي رضاه عن هذا الرحيل لم يبد سخطا بل تكلم عنها كمسألة اعتيادية .. كأنهما سافرا الي القاهرة مثلا .. قال لي ان ظروف عملهما صادفت ان يسافر كل منهم لبعض الأقارب ليعمل هناك قبل أن يستقر كل منهم في مكانه .. أعطاني كارته الخاص وقال لي أن أمر لو نزلت الاسكندرية .. كان مكتبه هناك لثلاثين سنة ربما .. لكنه سيرحل الي فرنسا أو أمريكا قريبا !! .. سيذهب الي أولاده أو بمعني أدق سيتنقل بينهما .. افترقنا وخطر لي بعدها أني لم أسأله عن أصدقائه.. أله أصدقاء؟ .. هل لكلمة الصداقة معني لديه؟ ..
..
 ما الصداقة ؟؟ .. من أسابيع لم أر صديقي الحميم .. اتصال هاتفي واحد أو اثنين .. هو ينشغل بالعمل وأنا بالسفر .. ولقائاتنا تصبح قليلة وغريبة .. ربما يجلس كل منا قليلا منتظرا أن يبدأ رفيقه الكلام .. احتدمت علاقتنا بشدة بحيث أصبحت مستعصية علي التطور .. أصبح كل منا يعرف كيف يفكر صاحبه و كيف سيكون رايه في كذا .. لقد أنبنا بعضنا بما يكفي علي أخطائنا بحيث أصبح حكي المزيد عن الأخطاء تكرارا سخيفا تعرف الرد عليه مسبقا .. أريد الآن أن أحكي عن هذه الأخطاء دون أن أسمع الردود المتوقعة أو ربما أن أسمع ردودا أصلا..أريد أن أحكي عن كل الأشياء التي كنت قررت قبل أن تحتدم علاقتنا أن لا أحكيها له .. التي أصبح من العسير علي أن أرويها له الآن .. نتوقف عن اللقاء ؟؟ .. ربما نلتقي كأننا نلتقي مجددا بعد زمن ؟ .. ربما نطرق أوتارا جديدة في معزوفة صداقتنا .. غائب هو .. غيابه يجعل حضوره يشتد .. كيف يزيد حضور الغائبين ؟؟ ..
 قرأت خبرا عن اعادة اسرائيل رفات92 فلسطينيا قاموا بعمليات استشهادية في أراضيها .. تعجبت للخبر .. ما الذي يساويه هذا ؟ .. لماذا احتفظت به و لماذا تعيده الآن ؟ .. أخذت الخبر بلا اهتمام حتي شاهدت تقريرا اخباريا عن الحدث .. في بيت شهيد فلسطيني .. أمه و ابنه يتحدثان .. الأم تروي عن القصص الرائعة التي تحكيها عن الوالد للابن .. تقول أن ابنها لم يمت و أنه يعيش في ولده و الولد يردد أقاويل جدته عن بطولة ابيه يقبل احدي صوره التي نزين جدران البيت و مناضده محاطة بالورود .. لم يبد الرجل غائبا أبدا عن بيته .. وبدا أن الرفات مهم جدا للأم .. لم يكن يساوي حياة لديها .. ابنها كان حيا بالفعل لديها وفي قلب حفيدها .. لكنه كان يساوي قصة جديدة حقيقية .. تجسيدا لمعني .. أكثر من رمز .. سيكون الضريح الذي يحوي الرفات ملتقي تؤمه مع الناس لتحكي لهم القصة و  تثبت الحقيقة و تخلق فيهم قبسا جديدا يضئ حياتهم يستمدونه من قصة البطل الذي غاب .. هل غاب حقا ؟؟ .. ما الذي يحدث بغيابنا ؟؟ ما الذي يحدث بموتنا  ؟؟ ..
..
في فيلم 21 جرام .. يعاني البطل من مرض فاتك بعضلة القلب .. الأمر الذي يستلزم زرع قلب جديد .. يدخله طبيبه علي قائمة الانتظار بالمستشفي .. هؤلاء الذي ينتظرون شخصا ما غادرت روحه جسده للتو - أو علي وشك أن تغادر - ليقوم الأطباء بزرع قلبه الطازج في جسد مريض ينتظر  .. كان اليأس قد استمد به .. كان قد فشل في ايجاد معني لحياته المعلقة بين العدم و الوجود .. كان يهمل تعليمات الطبيب ببراعة منتظرا موتا لا يأتي أبدا .. حتي فوجئ بالحادثة التي أنقذت جسده من قلبه الضعيف .. اتصلوا به ليبلغوه بأن الوقت حان و القلب البديل جاهز .. تمت العملية بنجاح .. يعيش بعدها نصف حياة بنصف جهد و نصف انفعال و نصف رغبة .. يشغله السؤال عن الشخص الذي يحمل قلبه .. يتتبع الأوراق ليعرف أنه رجل أعمال مات في حادث سيارة و معه طفلتاه الصغيرتان .. يفجعه الأمر ويقرر أن يقابل الزوجة .. يصل للعنوان يراقب تحركاتها .. يتقرب منها في الكافيتريا التي ترتادها .. يعجز عن البوح بالامر .. كانت محطمة تماما .. تقضي وقتها في البكاء و مشاهدة صور أطفالها و تفحص حاجياتهم ثم التريض و الجلوس في الكافيتريا .. تتجاهله في البدء قبل أن تجده متنفسا للحكي بعدما توالت محاولاته.. لم تعرف عنه الكثير لكنها استراحت لاهتمامه .. استراحت للحكي له.. يشجعه تعاطفه .. رغبته في أن يصحح وضعا لم يكن مسئولا عنه لكنه يشعر بتورطه فيه بحمله هذا القلب .. تتوثق العلاقة .. وتتابع اللقاءات .. يتردد في اخبارها .. يصبح اللقاء حميما جسديا .. تنهار الأرملة مجددا .. لا تنسي أطفالها لحظة .. في لحظة استسلام يخبرها عن قلبه .. قلب زوجها .. تثور ثائرتها .. تصرخ فيه وتطرده .. يعاودا اللقاء .. يخبرها أنه مستعد لعمل اي شئ لتعويض خسارتها .. لو أن الأمر بيده .. تقول له أن ما تريده حقا هو أن ينتقم لها من قاتل زوجها وطفلتيها .. تقول ان لا شئ يرضيها سوي أن يقتله .. كان القاتل مدمن خمر اعتقل بسببها مرات .. كان مخمورا أثناء قيادته .. اعتبر قتله خطأ و سجن لشهور ليخرج بعدها من السجن منهارا .. كان رجلا متدينا رغم ادمانه .. عذبه الاحساس بالذنب حتي قتله حيا .. لم يعد قادرا علي الحياة بشكل طبيعي مع زوجته وطفلتيه .. يتذكر الحادث ولا يمكنه مسامحة نفسه .. ينتظر خلاصا لا يأتي مثل رفيقيه في البطولة .. يرحل الي مكان ناء في البلدة عله يجد خلاصا لا يعرفه .. يعرف الصديقان بمكانه .. يقيما بفندق في المكان ذاته .. في ليلة يخرج صاحب القلب ليفتش عنه .. عندما يجده يسحبه عن الطريق الي الصحراء .. يسدد له مسدسه .. لا يمانع الآخر .. ينتظر النهاية آملا .. يحاول أن يطلق الرصاص .. لا يفعل.. يأمره أن يرحل عن البلدة كلها ولا يظهر مجددا .. يعود لها ليلا يخبرها بأنه أنجز المهمة .. يبيتا الليلة في الفندق .. أثناء نومهما يسمعا الصوت فيستيقظا .. يتقدم مشهرا مسدسه من الباب .. ينفتح ليدخل القاتل .. تصرخ فيه : لماذا لم تقتله ؟ .. يتقدم القاتل اليه .. يسأله أيضا لماذا لم يقتله  و يطلب منه أن يخلصه يدفع بيده الممسكة المسدس الي صدره .. يتوقف الآخر فيطيح القاتل به و يستخلص المسدس .. تهوي الزوجة علي رأس القاتل بهراوة .. يسقط أرضا و هي توسعه ضربا بلا هوادة ولا يقاوم.. يحاول صاحب القلب أن يوقفها بلا جدوي يلوح لها من سقطته لكنها لا تجيب .. يلتقط المسدس القريب منه .. يوجهه لقلبه و يطلق النار .. تتوقف الأرملة وتنقض عليه صارخة .. تطلب مساعدة القاتل .. ينقلانه الي المستشفي .. تصاب الزوجة باغماء لتكتشف بعد فحوصات سريعة أنها حامل .. تترك القاتل يرحل دون حساب .. تجلس وحيدة تتحسس القلب الجديد الذي يتكون في أحشائها .. في نفس الوقت الذي يعلن ذلك الأزيز المميز لرسام القلب الكهربائي أن قلب الرجل الذي وهبها فرصة الحياة الجديدة قد توقف عن النبض

Tuesday, May 29, 2012

من مقعد خشبي



داعب أسماعي نفير القطار القادم أخيرا .. التفت اليه .. التقطت حقيبتي و تأهبت .. اقترب القطار .. أبطأ قليلا .. انتظرت وقوفه .. و انتظرت .. ثم .. لم يقف القطار .. مستحيل .. هذا مستحيل .. ازدادت سرعته فجأة .. انطلق .. وقفت مذهولا لثوان .. ركضت .. حاولت اللحاق به و التشبث بالقائم الحديدي أثناء ركضي .. فشلت .. بدأ يسبقني .. خرج عن المحطة .. وصلت نهاية الرصيف .. لاحظت أنه أبطأ قليلا و هو يبتعد .. قفزت الي القضبان مواصلا الركض .. حاولت و حاولت .. رأيته يغيب .. مستحيل .. ماذا أفعل الآن .. فات الميعاد .. ما العمل ؟؟ .. استيقظت لاهثا .. التقطت أنفاسي .. تلفت حولي .. لم يفت الوقت إذن.. لملمت نفسي المرتبكة و قمت .. عندما فتحت العلبة لألتقط كيس الشاي لم أجد شيئا .. أف .. كالعادة .. جلست علي المقعد الخشبي في المطبخ و دفنت رأسي بين كفاي أقاوم النعاس .. و أتنفس بعمق .. وقت طويل مضي .. أو لم يمض أبدا ربما .. كنت ذاهبا مع زملاء الدراسة والأصدقاء في رحلة الي حديقة مدينتنا الصغيرة .. كانت الحديقة بالنسبة لنا مترعا مهولا.. وكانت الرحلة التي اخترقنا فيها شوارع المدينة القليلة بعيدا عن أسوار المدرسة مغامرة شيقة .. ما أن دخلنا الحديقة نركض متزاحمين حتي اصطدم بي صديق .. سقطت أرضا .. كانت البقعة التي وقعت بها موحلة .. اتسخت ملابسي و خدشت يداي و تلوثت حقيبتي..تألمت .. تأوهت .. ثم انسحبت..أكمل بعض الأولاد طريقهم .. جرجرت نفسي الي أحد المقاعد الخشبية .. ساعدني الأصدقاء الطيبين .. مسحوا ملابسي و جففوا يداي و حقيبتي .. اعتذر الصديق الذي صدمني و طيب خاطري .. قلت لا بأس .. كنت في قمة السخط لكني لم أبين .. كنت حزينا,محبطا،كارها ولم أبين .. قاموا ليلحقوا بالمجموعة و طلبوا مني .. اعتذرت .. سألتهم أن يمهلوني حتي ألملم نفسي و تهدأ آلامي .. ألحوا .. تمسكت بموضعي ..تكومت في المقعد .. راقبتهم يبتعدون .. يلعبون .. يمرحون .. عاد الصديق بعد فترة .. كرر اعتذاره .. سألني أن أنضم لهم .. تشبثت بالمقعد .. أخبرته أني لا أريد .. اطمـئن علي جراحي .. قلت أنها بسيطة لكني لا أريد أن ألعب .. انسحب..تابعت لعبهم .. راقبتهم و هم يركبون هذه العجلة الضخمة التي تدور بهم صعودا و هبوطا ..عاد صديقي وسألني أن أشترك مجددا.. رفضت .. عاد اليهم..تابعت العجلة و هي تدور بهم تصعد و هم يصيحون و يضحكون .. أخذت أتخيل المنظر من عل و ما يشعرون به هناك..أردت أن أكون هناك..أردت أن أفهم ،وأري ،وأشعر .. لكن شيئا ما كان يشدني الي المقعد بقوة .. حاولت المقاومة .. لم أتحرك .. رحلت في نهاية اليوم الذي قضيته كله علي المقعد الخشبي في هذه الحديقة .. انتظرت هناك أكثر مما ينبغي .. ربما لسنوات طويلة .. و الوقت يفوت .. من شهور قابلت فتاة ضائعة في طريقها للقاهرة .. كانت تزورها لأول مرة .. لوحت لي بطلب المساعدة .. هل رأتني وحيدا فاستهدفتني أم هي محض الصدفة التي أتت بها في المقعد خلفي ؟؟ .. أرشدتها في البداية شفويا .. ثم اقترحت أن ننجز مشاويرنا معا ما دامت المواعيد لن تتعارض .. قالت أنها لا تريد تعطيلي و قلت أنه لا تعطيل .. أبدت ممانعة .. لم تقاوم كثيرا .. كانت تحتاجني لحمايتها حتي لا تضيع في الطرق أو أنها احتاجت فقط الي أنيس ؟؟ .. تطور الموقف حتي عودتنا  معا .. تشاركنا الطعام و الحديث و الضحك .. نامت قليلا .. اختلست النظر اليها في نومتها..لاحظت المرات التي انتحت بهاتفها و خفضت صوتها هامسة تلوم شخصا ما علي عدم اتصاله بها .. هل أرادتني ان أسمع أنها تلوم أحدهم علي عدم اتصاله بها أم أرادتني أن لا أسمع أنها تحدث أحدهم في أمر شخصي ؟؟ .. نزلنا من الحافلة .. تشاركنا " التاكسي " .. كان طريقها بالمصادفة طريقي .. نزلنا في مكان متوسط بين منطقتينا .. شكرتني بحرارة .. اعتذرت عن الارهاق الذي سببته لها بمشاويري .. اعتذرت هي عن تعطيلي .. افترقنا دون تبادل وسيلة اتصال ودون أن أعرف مكان بيتها علي وجه الدقة .. لم أرها بعدها أبدا .. تمضي الأمور بشكل عادي .. أو نحن من يدفعها لتمضي بشكل عادي ؟؟ .. يحدث ما تريده من تلقاء نفسه أم أنك توجد ما تريده وتختاره ؟؟ .. ما قيمة حساباتك ؟ .. هل يجب أن تحسب ؟؟ .. أن تحاول ألا تتفاجأ ؟ .. ينفد الشاي بسرعة في بيتنا..ما يضطر أفراد االبيت لشراء كمية جديدة بالطبع .. لكنهم يظلون طويلا يتكاسلون و يعتمدون علي بعضهم البعض .. لأنهم لا يهتمون بالشاي مثلي .. أصبحت أخبئ كمية معقولة من الشاي في مكان لا يعرفه غيري ..أستعملها فقط  في هذا الوقت الذي يتكاسل الجميع فيه عن الشراء .. لا يسمح مخزوني الخاص بمفاجأة سخيفة في صباح يوم هام لا أجد فيه الشاي .. تركت المقعد أخيرا .. توجهت الي مكان المخزون السري .. التقطت كيس شاي .. لكن .. ماذا لو اكتشف أحدهم مكانه يوما ؟؟ .. وهل هو أمر طيب أن لا أتفاجأ دائما صحيح؟.. أدعي أني أكره أن أترك الظروف تضايقني لكن..كم من الظروف التي ضايقتني تحكمت بحياتي فعلا .. وما المسافة التي ابتعدتها يا تري عن هذا المقعد الخشبي في حديقتنا القديمة .. أم تراني لا زلت هناك متشبثا بعد ؟؟ 

Monday, April 9, 2012

!! الإبصار

هل تعرف مدي العناء الذي يلاقيه ضعاف النظر بدون نظاراتهم ؟ ..لن تعرف إلا لو جربت ..لو كنت ضعيف النظروتعرضت نظارتك للكسر..واضطررت للتعامل مع العالم يوما بدونها ..كيف تعرف لو كنت صحيح النظر، أو لو كنت تتوهم أنك كذلك ؟؟..أخبرني صديق يوماعن بداية استعماله للنظارة .. قال أنه قضي وقتا طويلا قبلها دون أن يدرك شيئا عن ضعف نظره..عندما كان يري الكلمات مشوهة أو مهتزة علي السبورة كان يعتقد أن ذلك بسبب بعدها أولسوء خط المدرس .. إلي أن اكتشف الأمر أيام الجامعة .. سأل أحد زملاؤه عن جملة بعيدة لا يتبينها فقال له أنها واضحة تماما .. سأله ما اذا كانت بعيدة أو غير واضحة فقال الزميل لا .. أخبره أن الكلمات واضحة تماما وأنه يتعين عليه مراجعة طبيب عيون.. في ذلك اليوم الذي كنت أتحمل سخافة العالم فيه منتظرا اصلاح النظارة طلبت من صديق ورقة للكتابة..أعطاني عدة ورقات مستطيلة سميكة متساوية الحجم .. تطلعت لها باهتمام .. ابتسم و أخبرني أنها أوراق مميزة جدا لن أجدها مع غيره ..سألت فقال أنها تخص أخته التي تكتب بطريقة برايل..سألته باهتمام عن الأمر..وصف لي ماكينة بيركنز الخاصة بالمكفوفين وكيفية ترميز الحروف بها..كيف يتم حفظ الرمز ثم تحسسه علي الآلة قبل طبعه علي الأوراق ليمكن قرائته بعدها .. كلمني عن المعاناة التي كانوا يعانوها عندما كانوا ملحقين بصفوف الطلبة المبصرين ويدرسون نفس مناهجهم ثم كيف تم تعديل المناهج واستبعاد الخرائط والهندسة وكل ما يعتمد علي النظر منها..وأنه رغم وجود كتب دراسية مكتوبة بطريقة برايل فان علي المكفوف لو احتاج كتابا مساعداغير مكتوب بها أن يستمع لمن يلقي عليه الكلمات ليخطهاعبرالآلة علي أوراقه الخاصة كي يمكنه قرائتها بعدها..طول الوقت كنت أشعر بألم ما بداخلي ..كنت منزعجا وأنا أتأمله يسترسل وأتخيل شخصا ما لا يمكنه أن يري شيئا إلا في خياله..فكرت أنها ربما لم تر شيئا مطلقا ..سألته فأخبرني بالفعل أنها ولدت مكفوفة وأن الأسرة سألت أكفأ الأطباء - من مصر وخارجها - في محاولة لانقاذها لكنهم قالوا أن تمزق الشبكية لديها لن يجديه أي نوع من العمليات .. تصاعد الألم بداخلي أكثر ..سألته عما تدرسه وعن هواياتها .. قال أنها متفوقة جدا بالنسبة لأقرانها لكنه محتار في الكلية التي يمكن أن تدخلها..أخبرني أنه علمها التعامل مع أجهزة الكومبيوتر بطريقة رائعة تجعلها تفوق حتي من هم في سنها من المبصرين..سألته إذا ما كانت تعزف أو تحب أن تتعلم العزف علي شئ ما.. قلت له أنه قد يساعدها نفسيا و معنويا قال لي أنها لم تجرب لكن لا يجب أن أقلق بشأن معنوياتها لأنها ممتازة وتفوقها ورعاية أسرتها ومهارتها في التعامل مع الكومبيوتر أمور كفيلة بذلك .. 
 ..
لم يمكنني مغالبة الحزن بداخلي حتي بعدما افترقنا.. حتي عندما حل الليل وأويت الي فراشي .. تذكرت قصة سمعتها في فيلم دخان .. عن صاحب محل السجائر الذي ضبط فتي يسرق بعض مجلات الإثارة من داخل محله فاندفع راكضا خلفه.. أفلت الفتي وترك محفظته التي سقطت في هرولته .. فتحها ليجد صورة لولد صغير مع أمه .. وجد عنوانه في بطاقة بالمحفظة .. فقرر الذهاب الي هذه المنطقة الشعبية البعيدة عن قلب المدينة الصاخب .. طرق الباب .. سمع صوتا أنثويا ينادي باسم الفتي .. كانت نبرته ودودة مشتاقة "انت جيت يا حبيبي" ..انفتح الباب واندفعت منه سيدة عجوزضمته الي صدرها دون أن يتدارك الأمر:"حمد الله علي سلامتك" .. أدرك الرجل أن العجوز مكفوفة البصر بينما أدركت من رائحته و جسه أنه ليس حفيدها غير أنها واصلت احتضانها و جذبته مرحبة الي داخل المنزل..لم يجد الرجل فرصة ليفكر..انخرط في التمثيلية ودخل معها .. جلس معها يتأمل البيت المتواضع .. طلبت منه أن يطلب لهما الدجاج الذي يحبانه ..قرر متابعة اللعبة.. طلب الدجاج .. وتناول الطعام مع العجوز السعيدة كأنه حفيدها الذي تعتاد منه ذلك بالفعل .. كانت بادية السرور وهي تسمعه وهي تأكل وتشرب معه .. نامت علي الأريكة بعد الوجبة و قام الرجل .. أخرج محفظة الفتي من جيبه وتركها علي المنضدة .. لفت انتباهه كاميرا التصوير الموضوعة هناك..تردد لحظات ثم حسم أمره والتقطها وخرج .. التقط الرجل بالكاميرا مئات الصور.. كلها من أمام متجره في الزاوية للزاوية المقابلة في التقاطع في السابعة صباحا .. مئات الصور لمئات الناس في أوضاع مختلفة .. أخبر الرجل صديقه عن مشروع حياته وهما يدخنان سويا ..قال صديقه أنه نفس المكان ونفس الوقت وأن ناسا كثيرين يتكررون لأنهم بالقطع من رواد المكان الدائمين .. قال الرجل أنه لا تكرار.. المكان هو لكن الصور مختلفة تماما.. حتي صور نفس الأشخاص ..انهم ينهمكون في اندفاعهم ولا يدرون شيئا عن اختلاف الأحوال كل يوم حتي في نفس المشهد وفي نفس الساعة..كل منهم يبدو مختلفا كل يوم مع أنه نفس الشخص لكنه لا يعرف كيف بدا هذا اليوم .. مثلما يبدو قطار البلدة لراكبيه يتحرك في خط مستقيم مع أنه للناظر من الخارج يتلوي في انحناءات مستمرة .. لقد سرق الكاميرا ربما.. لكنه حقق بها حلم حياته ومشروعها الأعظم ..أخذها مقابل لحظات من السعادة لباها لامرأة كفيفة وحيدة عجوز.. رأي صاحبه صورة زوجته التي توفيت من سنوات..كانت جميلة كما لم يراها قبلا .. ظل ينظرلصديقه من خلال خطوط الدخان الصاعدة في تلو
..
راودتني قبل النوم فكرة .. ربما كونها لم تبصر شيئا منذ ولادتها أمر غيرسئ كما يبدو .. كيف سيكون الأمر لو أنها رأت كل هذه الدنيا ثم حرمت منها ؟؟ .. هل يجب أن أحزن لأجلها حقا ؟ .. من يحتاج الشفقة حقا ؟ .. فكرت في نفسي .. ماذا كان سيحدث لو لم أعرف أني ضعيف البصر .. ألم يكن من الأفضل لو لم أكتشف ؟

Wednesday, March 21, 2012

في الطريق

مرة أخري القطار .. مرة أخري السفر .. ما الذي نعمله غير السفر ؟؟ .. الرحلة صعبة .. فليكن .. فلتكن كل الأشياء التي يجب أن تكن .. لتكن الأسئلة .. ما هي الرحلة ؟.. المسافات .. المحطات .. الوقت .. الناس الذين تعرفهم و يعرفونك ؟؟ .. قبل أيام قليلة جلست أمامي سيدة متواضعة الهندام و المظهر.. سألتني عن الشباب الجالس هناك يرتدون زي إحدي الكليات العسكرية .. قالت أن ابنها يريد أن يلتحق بالكلية الحربية .. إنه يدرس بالمرحلة الثانوية لا زال.. و"عنده" أمل .. بان أملها أيضا وجفناها يقتربان تحت ضغط حاجبيها المدققين في توسل : "بعد الثورة بقي المفروض ميكونش فيه واسطة ..ولا إيه ؟" .. استغربت جدا ؟؟ .. كنت سألتها عن سبب رغبته هذه فردت بجملتها هذه..لم أفهم العلاقة بين الجواب والسؤال .. استغربت لبساطتها.. تراجعت قليلا عن تفاؤلها المنبسط لتكسبه لهجة حذرة : "يعني ..  مش زي الأول مش كده؟؟" .. طمأنتها.. تذكرت من أيام أني أحتفظ بشريحة موبايل في عمق أحد الأدراج .. ضاعت شريحتي الأصلية لفترة .. وتذكرت أثناء بحثي قصة هذه الشريحة المنسية .. اشتريتها منذ عام أو يزيد بأشهر قليلة .. دخلت الفتاة اللطيفة يومها السوبرماركت.. عرضت العرض .. شئ ما عن دقائق مجانية و نظام مميز لم أكترث اطلاقا لكلمة عنه أو أعي قولها .. كنت واثقا أني لست بحاجة لخط آخر .. مهما كانت المغريات ..فكنت أتحمل عرضها مبتسما في مجاملة وأنا أنتظر انتهائها لأعتذر بعبارة معتادة لا أتكلف جهدا تحضيرها .. فجأة تدخل صاحب السوبر ماركت " الرجل الكبير الشقي " .. كهل لطيف اللسان لا أعرف مزاحه من جده.. فوجئت به يوجهني للشراء .. يشاركها عرض السلعة .. قال: "أنا اشتريت و الله خطوط كتير من زمان .. لولا كده كنت اشتريت من الآنسة .. . والله لتشتري .. دا كويس جدا".. أخذ يلمح  إلي المجهود الذي تقوم به الآنسة ..قال أن أي شخص هو الرابح من مثل هذا العرض.. نظرت للفتاة مرة أخري .. راجعت الحوار و النظرات و الهفوات و اللمحات .. تتحدث بالطريقة التي يتحدث بها أي مندوب لأي جهة يبيع أو يسوق شيئا ..لم تخل ملامحها من مرح ..  وذكاء .. وانهاك !! .. أول ما دخلت .. لوحت للكهل مبتسمة في ترحيب و في شئ من كد :"سلام عليكم"..تذكرت أنه رحب كمن يعتاد هذا الحوارمشجعا بصوته الجهوري : "ايه الأخبار ؟؟" .. ردت :"يعني".. هي إذن تدخل هنا مرارا و الكهل خفيف الظل جهوري الصوت صادقها بلا تكلف ويساعدها .. نظرت لها وهي تحاول أن تبرر لي مجددا - بلا كلل - شراء الخط المميز وفي أعماقي ضحكة قاسية تتردد مثلما تتردد في مواجهة أمثالها : "تكلمي كما شئتي فلن أشتري شيئا تافها لا أريده بسبب " مسرحيتك " عالية الأداء.. كانت تلملم العلب وتبتسم للكهل مستعدة للرحيل قبل أن أهتف : "لو سمحتي أنا عاوز واحد" .. هذه فتاة شجاعة مناضلة.. بسيطة المظهروالهندام .. حاصلة علي مؤهل عال أو متوسط .. لم تتقدم بعد لمنتصف عقدها العمري الثالث .. تسحل قدميها سيرا تحت شمس يوينو المهولة تدور بين المحال والناس لتجد لقدمها الصغيرة موضعا في قلب الدنيا الساحقة ..أي أناني وضيع ذاك الذي لن يمد لها يدا لأنه يري أنه ليس بحاجة للشئ الذي تبيعه ؟؟ .. ما المقابل الذي تنتظره عندما تعطي حقا ؟؟ .. عندما انكسر " المج " الخاص برفيق الغرفة قلت له: "ما تشتريش .. اوعي".. سأل :" ليه؟..هاجيب غيره بكرة " قلت بقوة : " لا أنا اللي هاجيب " .. يوما كاملا درته أبحث عن مج مناسب .. كتبت اهداء علي العلبة .. أعطيته إياه .. لم أشر للإهداء .. رآه هو .. عانقني .." تعتقد فعلا اننا مش هنتقابل تاني ؟ " سألته .. لم أنتظر ردا بل تابعت " بالنسبة لي أيا كانت الظروف هالاقيك" .. لماذا لم أقل للسيدة أن لا تحزن؟.. ألا داعي للحزن .. لو لم يدخل ابنها كلية الحربية لن تكن نهاية العالم .. لكن بامكانه أن يعتقد هذا وهي أيضا !! .. أردت أن أسألها ألا تحزن وأن تخبره بأنها ليست النهاية كما يعتقد .. أردت أن أسألها عن ابنها و مميزاته و عيوبه ..أن أريها ربما أن ابنها كثير جدا من الأشياء .. لن يحرقها ألايدخل الكلية الحربية .. لكني لم أقل .. اكتفيت بالطمأنة .. و دار الحوار باردا بعدها .. نزلت في نفس محطتي ولم أراها مجددا .. يا للهول .. الشريحة لا تعمل .. سنة فاتت أو أكثر .. لم أتكلم بها مطلقا .. سحبوا الخط ؟؟ .. قال لي أخي : "أكيد سحبوه .. اتصل بخدمة العملا" .. لم أتصل .. لماذا أتصل ..  تذكرت القصة .. لم أتذكر ملامح البنت لكن تذكرت " ما هي " .. ابتسمت ثم ضحكت .. كأني أهديت لها قيمة الخط لأني أعجبت بشجاعتها .. القيمة قيمة الشجاعة أما الخط فسحبوه .. ضحكت كثيرا .. و القطار ينطلق .. أعرف من بداية الرحلة .. ما الذي سيبقي .. و ما الذي سيطويه الطريق

تنويه

ليه بادون؟؟
لاني عاوز اتكلم  ! .. و خلاص ! .. ساعات افتح الشباك لما اسمع صوت المطر .. اتفرج .. و خلاص .. التدوين بيخليك تتكلم في مكان مش معروف فيه .. مع ناس ميعرفوكش .. صحيح هم ممكن يسمعوك و تسمعهم .. و يمكن لأ برده .. لو فتحت الشباك تتفرج علي المطر مش بعيد يكون شباكك المفتوح وحيد .. و الشبابيك التانية مقفولة .. مقفولة جامد .. عادي

ليه مدونة جديدة ؟؟
للتجديد.. بطلت ادون من فترة بسبب ظروف خاصة .." اتجددت " شوية الفترة الأخيرة .. و كتابتي " هتتجدد " معايا.. دلوقتي عاوز ارجع تاني لان التدوين وحشني جدا ..  لكن لاني لقيت ان بلوجر حصلت فيه تطورات كبيرة فانا قررت اعمل مدونة جديدة تواكب التطور الجديد

ليه ما طورتش المدونة القديمة و تابعت الكتابة فيها ؟؟
لانها تاريخ .. كتبت فيها بطريقة معينة .. عاوز أغيرها دلوقت.. لكني متمسك بالشكل القديم .. مش متنكر منه .. عاوزه يفضل كده بعيد وقريب .. أحن له ..  زي ذكريات المدرسة القديمة .. زي اوراق بتحتفظ بيها ..جرايد ..كتب .. صور أوتذاكر.. لأني باحبها حتي علي ال " تيمبليت " القديم و مش عاوز اغيره .. و في نفس الوقت عاوز اغير شكل المدونة واغير شكل كتابتي فكان التوفيق اني اسيب المدونة القديمة علي حالها و اعمل واحدة تانية بشكل جديد

ليه ثابت علي بلوجر ؟؟
لانه بسيط .. و كان البداية .. و باحس ان الناس اللي ثابتة فيه البسيطة برده .. و كانوا البداية برده .. و لأني بسيط

مين بقي انت ؟؟
واحد .. اتولد وعاش في مصر.. عشت و لا زلت في مدينة متوسطة الحجم - بالمقاييس المصرية - في شمال مصر .. اتولدت في 1986 ..

يجوز يكفي المدون يكون انسان .. اما المعلومات التلاتة الاخيرة فبتميز شوية .. يعني اللي اتولد في مصر فيه حاجة مش في  اللي اتولد في ماليزيا اللي فيه حاجة مش في اللي اتولد في شيلي .. و بالنسبة للمصريين اللي عاش في مدينة فيه حاجة مش في اللي عاش في قرية و اللي عاش في القاهرة او اسكندرية فيه حاجة مش في اللي عاش في غيرهم .. و اللي اتولد في 1986 فيه حاجة مش في اللي اتولد في 1966 اللي فيه حاجة مش في اللي اتولد في 2006 .. يكفي كبداية لمدون : أن يكون انسانا موجودا في مكان ما .. و اما العمل و الدراسة و الانشطة و التفكيروالمزاج و الديانة و الحب و الأسرة و الجنون فهي توابع تتسرسب في كتابته عشان تحكيه .. بقدر ما بيسمح لها انها تتسرسب طبعا 

.. كل اللي احب اسرسبه دلوقت 
 ان من اهم الرفاق في ايامي الشاي و الموسيقي و الهم و من اهم الأشياء في حياتي القاهرة و الناس و الصور و من أهم الاماكن في حياتي اسكندرية و سينما جالاكسي ومصر القديمة 

ليه آخر قطرات المطر؟؟
لأن المطر بيخلص طبعا .. لانه بيضيع في الأرض .. و بيجف .. زينا